العرّاب الفنيمشاهير العرب

“شارع شيكاغو” بين البصر والبصيرة.. قبلة حياة!

ضجّة كبيرة أثارها مسلسل “شارع شيكاغو” منذ بدء عرض الإعلانات الدعائية له خاصة الصورة التي جمعت بين سلاف فواخرجي ومهيار خضور وهما في موضع القبلة.

كلّ هذه الإنتقادات والهجوم التي تعرّض لها المسلسل قبل بداية عرضه كانت سيف ذو حدين: من ناحية شجعت الكثيرين على مشاهدته، ومن ناحية أخرى أصبح الرهان عليه أكبر، وانتظار مشهد “القبلة” الحقيقي بين مهيار وسلاف كان الحدث لمعرفة ما إذا كان مبرراً أم لا.

في الواقع،حسناً فعل هؤلاء المنتقدين لأن تفويت مشاهدة هكذا مسلسل هو فرصة ضائعة، فسلاف اختارت هذه المرة أن تكون عين الكفيفين من خلال شخصية عملت عليها بدقة واستحضرت تفاصيل فئة من المجتمع قدّمتها بشكل مختلف.

“ميرامار” لم تكن لتليق بغير سلاف التي تعلم كيف تضع تأثيرها القوي على المشاهد بتفاصيل صغيرة فكانت ضحكتها هي السر، وتكاد تنسى أنها بدور “كفيفة” بل تتماشى معها وتنتظر إحساسها الذي تنقل من خلاله مشاعر التمرد والحب والطموح، حتى أنّ القسم الخاص بالغناء لم يمر مرور الكرام حيث استطاعت أن تخطف الأضواء بقدرتها على نقل المشاهد لعالم أغاني الزمن الجميل.

أمل عرفة، الشخصية الأكثر تناقضاً في المسلسل، لم يكن يتوقّع أحد أن تقفز أمل إلى الجانب الآخر وتُخرج الجزء المشاكس منها لتزرعه في دور غير معتاد منها، “الراقصة المحترفة” فجّرت طاقات أمل في الغناء والرقص على حد سواء، وجمعت بين الدراما والكوميديا في نفس الوقت.

في السابق كانت أمل تُشارك في اعمال إما درامية إلى حد كبير أو كوميديّة، لكن “سماهر” استطاعت أن تخلق ضحكة في أعمق لحظات الدراما، حتى عندما وصل الشجار إلى درجاته العالية مع عائلتها، حركاتها وتفاصيل جسدها كانت تدل على أن الشخصية تريد الإنتقام من واقع سابق مؤلم بطريقة ساخرة ومتمردة، لم يكن من داع لسيناريو يشرح ما عانته الشخصية، ردات فعل أمل تكفّلت بذلك.

مهيار خضور، مفاجأة المسلسل، استطاع أن يلفت الأنظار إليه بقدرته على الموازنة بين شخصية الصحافي المشاكس والحبيب في آن فكان انسجامه الكبير مع سلاف خارج كل التوقعات وكانت مشهد القبلة الذي أثار الجدل بينهما مبرراً لقصة حب قوية جمعتهما واقنعا المشاهد بحقيقتها.

عبقرية القدير عباس النوري ليست جديدة عليه لكن مذهل كيف لا زال باستطاعة هذا الممثل أن يصبغ أي دور يتلقّاه ببصمته الخاصة، لم يُرهقه الزمن في البحث عن أجزاء نافرة في الشخصية لتصدر المشهد، فالمرور “العادي” لا يليق به.

ولا بد من الحديث عن الممثل جوان الخضر في المسلسل، حيث أن التزامه وجديّته كانت واضحة وعلى الرغم من الشر الذي تتمتع به الشخصية التي يؤديها، أي المحقق في ما كان يسمى “المكتب الثاني” لكنه كشف عن أسرار تلك الحقبة بطريقة غير تقليدية.

لا يخلو المسلسل من الملاحظات أبرزها اخطاء على صعيد تسلسل الاحداث فعلى سبيل المثال في احد المشاهد يظهر “مراد” وهو عائد من لقاء المناضل تشي غيفارا الذي زار سوريا عام 1959 ليجدها تشاهد التلفاز الذي دخل سوريا عام 1960.

تفصيل آخر لم ينتبه له القائمين على العمل هي بوسترات الافلام التي ظهرت بخلفية الصورة وراء الممثلين والتي يعود بعضها للعام 1969 عكس السنة التي يتكلم عنها المسلسل 1959.

ذلك كله لا ينفي ان المسلسل الذي تاخر عرضه من رمضان حتى اليوم بسبب فيروس كورونا يستحق المشاهدة واستحق كل الضجة التي أُثيرت حوله.

مريانا سويدان

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًالطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

 

شارع شيكاغو – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى