العرّاب الفنيمشاهير العرب

إليسا جدّدت موعدها مع الحياة وتعاملت مع مرضها كما لو كان زكامًا!

تجاربٌ كثيرة تسيغها لك الحياة لتضعك في مرصاد قدرك. تجتاحك نزعة شرسة تكرّس المفهوم الأسمى بقيمة الحياة، فتتوق لاحتضان حقك المهدّد. إليسا بعزم إيمانها، جدّدت موعدها مع الحياة في صار الوقت.

اختبرت إليسا نفسها في أطوار المعاناة، قبل أن يختبرها خبث المرض. قبل كلّ شيء هي مسألة قرار تحيكه إرادةٌ صلبة. هي إليسا التي لم تدخل في فراغ الإنهيار، رغم محاولات سيطرته عليها.

بكت وصُدمت من طبيبها، بخبر كان الأسوأ وقعاً على مسمعها. توقّفت حياتها أمام عينيها للحظة. شعرت بشلل كبّل حاستها الحركيّة.

بغشاوة أعاقت سماعها لكلام الشفاء وأنّ الورم الخبيث لن يقتلها. ولكن ماذا بعد؟ فخُّ اليأس مدمّر. وليس خياراً يحتسب لشخصيّةٍ بصفاتها.

بعيداً عن الوجع ومراحل العلاج الصعبة، تناست حقيقة خصمها. تعاملت مع مرضها كما لو كان زكاماً. وهذا ما عكسه نشاطها المفرط هذا العام.

حدّدت مسارها للنجاح وصوّبت نحو أهدافها. إنّما عنوان انتصارها هذه المرّة لا يشبه أيّ من تفوّقاتها السابقة. رسمت لها التجربة الأليمة في نهاية المطاف روحاً مجاورة للسلام.

“أنا بنت مسيحيّة مؤمنة” وهذا ما كنت عليه دوماً. بهذا الخشوع ردّت على مارسيل غانم حين حاول استدراجها، ليتبيّن بعض نقاط الضعف ولحظات الاستسلام. حيث من البديهيّ أن يمرّ فيها “مريض السرطان”.

لعلّ الجزء الأصعب للأنثى المصابة هو ما سيغيّره المرض في معالم جسدها. والإنعكاس الذي يكبّل روحها، إذ تعي أنّها فقدت شيئاً من هويّتها الأنثويّة.

أمّا ملكة الإحساس فامتلكت جبروتاً أمام أنوثتها ولم تعترف بنقصان شيءٍ منها كأنثى.

صرّحت بدموعً ملأى، بأنّ الأمومة لم تعد هاجساً لها منذ زمن. وأنّ فكرة التبني واردة جداً، لكن عليها أن تتزوّج أولاً ليكتمل حقّها القانوني بالتبني، وأن يكون هناك عائلة لهذا الطفل.

هي والحبّ توأما عشقٍ مقدّس. وهذا ما وقّعت عليه ملكة الإحساس في اعترافها، لم يكن الحبّ يوماً فكرة بعيدة عني، حتى خلال المرض. وحدّثت مارسيل بقولها أنا ما زلت أنثى ولم أشعر من قبل بأنوثتي كما اليوم.

أنظر في المرآة فأرى إليسا الأنثى القويّة. وأضافت بخطوة الواثقة، المرأة في إليسا باقية كما كانت ولم يتغيّر شيء. وإن كنت أملك نعمة العقل فهذا يكفي لأمتلك كل شيء.

لم تفارق الدموع عيونها طوال الحلقة. أبدت تأثراً بالغاً كما لو كانت تشاهد شريط مذكرات حياتها. وروت حكاية امتنانها لمعجبيها وأصدقائها المقرّبين، الذين مدّوها بقوّة الكفاح للتغلب على المرض. ومنحوها حبّاً كثيراً هذه السنة لم تكن تتوقعه.

رسالة ربّانيّة نالتها بصدق إيمانها، حيث علمت أنّ الله استخصّها لسبب ما. ولا بدّ لها من تحقيق الحكمة الإلهيّة بأن تتّخذ من تجربتها دافعاً لتؤثّر بالآخرين. لتساند أصحاب الحاجة وتنشر الوعي حول حالات المرض والإصابة.

ليست صدفة أن تصبح النجمة الأكثر إلهاماً لمحبّيها، والمناضلة الباسلة لكلّ من عرفها. فصاحبة المليار مشاهدة استحقت بصبرها التّكتل حولها. وبادلها جمهورها الإحتضان والمؤازرة، كونها لم تبخل يوماً بتقديم جلّ ما اكتنزته موهبتها من فنٍّ وحبّ.

اعتادت المصائب أن تصنع من الضعيف قوّة، لكنّ قلّة هنّ اللواتي صنعن حذوها من المآسي، انتصارات يندى لها الجبين.

أليسار جابر 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

إليسا – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى