العرّاب الفنيمشاهير العرب

زينة مكي أدمنت التمثيل..تعرّف إلى أسرار نجاحها الكبير في “ما فيّ”!

يحدث أن يليق الدور على الممثّل فتجده ينقلك إلى واقع الشخصيّة المفترض أن تعايشها معه. أمّا حين يليقُ الممثّل على الدور تبدأ هنا حكايةٌ من الإحتراف. منذ الحلقة الأولى نقشت زينة مكي قدرةً عالية في الآداء التمثيلي، لتصبح حديث الناس وكُثرَ الجلسات، وهذه كانت مفاتيح نجاحها:

أوّلاً: إسمها لم يبرِق فجأةً، ورغمَ نجاحها بأدوارٍ سابقة في أعمال صُنّفت أولى بحسب المشاهدة والإحصاءات. بدَت زينة في إطلالتها في “ما فيّي” كموهبة حديثة الإكتشاف. بهذا الظهور المُبهِر الذي تجسّده في لعبِ الفتاة المكبّلة بإدمانها على السُّم الأبيض.

ثانياً: فكرة الدور ليست الأساس، فحالة الإدمان أخذت حيّزاً في قالب الكثير من السيناريوهات الدراميّة. الحبكة هي زينة نفسها، وقدرتها المُرهِقة حدَّ الوجع للمُشاهد حين يراها -ويلاحظ لِبسها حالات احتضار المدمنة والصراع النفسي الذي يقيّد الجسد- برغبة ذلك السّم.

ثالثاً: كممثّلة في دور ثانٍ أبدعت زينة بكلّ مقاييس آدائها، لم تترك زاوية تُفلِتُ بشخصيّة يمنى إلى نقاط الضعف. فيُمنى برغم إدمانها وهروبها وخوفها من العدالة، ومحاكمة الناس لها، قويّة. حتّى في حالات التخبّط وتأنيب الضمير كانت شُجاعة، لِما امتلكت من قدرة على السيطرة في أصعب لحظات الضعف، وقرارها بالتوقف عن التعاطي وإيجاد العلاج.

رابعاً: الجديد في شخصيّة المدمنة، هو دقّة تركيب الكاتبة المُتقنة كلوديا مرشليان لدور “يمنى” أمّا التفاصيل أخبرتها لنا زينة. أنّ متاهة الإدمان ليست مُحكمة بالهروب من ظروف حياةٍ قاسية. إنّما تخلّصاً من ملل حياةٍ مترَفة لفتاة مدلّلة، ومفرطة الإسراف بالمال والأوامر. وفاقدة لسيطرة الأهل وشروط التربية السليمة، وربّما للفراغ النفسي والعاطفي بفقدان الشراكة والإحتضان العائلي.

خامساً: لا يكتفِ الممثّل الشّغوف بآدائه لنصٍّ جيّد، خرَجت زينة مكي من كافة أطوارها السابقة. قرّرت بأن تكون “يمنى” المدمنة، التي تعيشُ حياة الليل وتُلملِمُ أشلاءَ خطيئتها مع انبلاج الفجر، وكأنّ ضوء الصّباح يشرق ليصفعها. تبكي وتعاني، تصرخ وتثير الفوضى. ثمّ تقع أرضاً ولا يُسعفها لتهدأ سوى جرعات الماء الباردة.

سادساً: تُصدّقها دون أدنى براثن الشكّ بقدر ما هي حقيقيّة، خلعت في غالبية مشاهدها مساحيق التجميل وبدت بطبيعيّتها، عيناها تنطقان بالوجع ترويان قصّة سجنها في الفخّ المسموم. دائمة الشحوب وهزيلة القدّ، مفرطة البكاء ونوبات الغضب. لعلّ أصدق مشاهدها تلخّصهما حالات الرجفة وانتفاض جسدها أرضاً، إلى جرأتها التي برّدت رغبة جسدها الجامحة بالمخدّرات، أن تغطس عارية ببرميل من الماء، في ظلّ كانون القارس.

سابعاً: لا تخلو سوداويّة هذه التجربة من الأيادي البيضاء التي تمتدّ لتمنح بعض السلام، ورسالة الله ليمنى كانت الحادث الذي أيقظها من الضياع. وثانيها الملّاك المجسّد ب”تفّاحة” التي احتضنتها ومدّتها بالحنان والاهتمام والدعم. لتؤكّد لها أنّها على دربِ الصّواب. أثارت علاقة يمنى وتفاحة تعاطف الناس ونقطة جذب مفصليّة في مصير يمنى، حيث أصبحت لها أمّاً لم تنجبها.

ثامناً: مع القديرة ليليان نمري استعادت يمنى احساس الأمان الذي افتقدته، وأيقنت أنّ الإهتمام لا يحتاج مالاً بقدر ما يلزمه من طيبة النفس، وصدق التعاطي. وأنّ “تفاحة” رغم بساطتها وبدائيّتها وجهلها بقواعد الحياة العصريّة، كانت لها خير معطاء.

لم يتطلّب دور زينة مكّي أن تكون بطلة العمل إنّما أثبتت بتفانيها أنّها بطلة الأدوار المركّبة، وما أضافته لشخصيّة المدمن تطلّب منها ذكاءً جادّاً.
وهي خطوة سابقة لم تتجرّأ عليها ممثّلات سبقنها بأشواط. حتى شهد الجميع ليمنى بأنّها لذّة العمل، وتلك “الشّعطة” التي أنضجت ولادة ممثّلة نجمة.

أليسار جابر 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

زينة مكي – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى