العرّاب الفنيمشاهير العرب

آدم الغائب الذي إذا حضر ينسيك مرارة انتظاره!

يُقال الغائب عذره معه ولكن من الغائبين من لا تُقبَل أعذارهم مهما بلغت بهم الظروف. ومن الغيّاب من إذا حضروا أزالوا التباسات اختفائهم، وقطع وجودهم الشكّ باليقين. غياب آدم كان ورقة رابحة، أثبتها وجوده في حلقة بيت الكل.

الشاب الخجول صاحب الحضور الرصين احتلّ بيوت المشاهدين، وتوغّل إلى قلوبهم، متخطيّاً حاجز الشاشة بهدوئه الطاغي. هو الذي طالما خبّأ في جعبة أوتاره الصوتيّة مساحة شاهقة من الطبقات الموسيقيّة.

آدم الذي سلك وعرة المجال الفني منذ نعومة أظافره، اتّخذ مساره الخاصّ في الغناء، صنّفه بلونٍ شجيّ مثقل برومانسيّة صارخة تتوجّع، تشتاق، تبكي وتصبو للقاء الحبيب. كان باحثاً نهماً عن التجديد في حقول العلاقات العاطفيّة، وانتقاء الإشكاليات في الحبّ ليخلبها بآهاته العالية.

يتفرّد صوته بعزف موهبة نادرة من الإحساس الشغوف، الذي اندرجت في حنايا حزنه موسيقى لا تحتاج أدنى استئذان لدخول أعمق الجوارح. يطربك آداء صوته المجروح المجبول بالخفر. وهذا ما أجمع عليه القيّمين على أهمّ الأعمال العربيّة، لإختيار صوت آدم بصمةً لا مشابه لها تحملها “تترات” المسلسلات.

في جلسة “بيت الكل” أكّد آدم على رقيّ شخصيّته وقربه من الناس، بسلاسة استضافةٍ وابتسامةٍ صادقة تجيب عن ألف سؤال. إبتسامته الشقيّة لم تُخفِ طبعه الخجول والمتأنّي في طلّاته الإعلاميّة، التي تجدها قليلة إن حصيتها. ربّما السبب عائدٌ لعدم قدرته على التصنّع وإمطار الناس بالشعارات والأرقام.

آدم الذي لا زال يطالبه جمهوره بأن يكفكف دموعهم بوليدته الأولى “خلص الدمع” بعد مضيّ 14 عاماً عليها. يسطّرُ أنّ محبّة الناس لا تشترط الإلتصاق بهم عبر الشاشات ومنصّات التلفزة.

بل هي الوعد الباقي والإنتظار التائقُ، الذي لا يُفرّغ الجمهور من صبره طالما هو على ثقة بأنّ الغيبة ستعقبها طلّة مبهرة. هذا ما أوفى به آدم بتحفته الشجيّة “تعا”، كهديّة منكّهة بعطاءٍ زخم يطفئ جمر الإنتظار، وبصوته الشّجِن يُثمِلُ المسامع طرباً.

أليسار جابر 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

آدم – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى