العرّاب الفنيشاشة

مسلسل “البيت الأبيض” : ثلاثة أجزاء ضحيّة هوس “الرايتينغ”!

نادراً ما يستحقّ مسلسلٍ دراميّ بأن تُقدّم قصّته على طبق تعدّد أجزائه، ذلك أنّ الأمر بات يُعتبر مغامرة لن تخلو من التّكرار على جميع الأصعدة.

مغامرة قرّر المنتج مروان حداد صاحب شركة مروى غروب خوضها من خلال مسلسل “البيت الأبيض” الذي عُرض على قناة الجديد لثلاثة أجزاء وصلت لنهايتها، حمداً لله.

المسلسل الذي بدأ عرضه منذ شهر كانون الثاني من العام الماضي، بدأ بقصّة منطقيّة حماسيّة، سرعان ما دخلتْ في دوّامة الرّتابة والملل.

ففي جزئه الأوّل كانت مشكلة العمل تكمن في ضعف الأداء التمثيلي عند العديد من ممثّليه ما أثّر سلباً على السيناريو حيث تخلّله بعض العثرات.

تطوّر ملحوظ شهده الجزء الثاني من المسلسل من حيث الأداء والأحداث، حتى يمكن القول أنّ أفضل فترات العمل كانت في هذا الجزء.

أمّا في الجزء الثالث، أو ربّما يصحّ ما تسميته جزء المط والتطويل والأخطاء الغير مبرّرة، فكانت زيادة المشاهد وإضافة ممثّلين جدد له نقطة الضّعف الأبرز، بالرغم من تتر هذا الجزء الذي تُرفع له القبّعة كلاماً ولحناً وأداءً.

ففي لغز حيّر الجمهور ظهرت شجرة الميلاد بمشهد لكن المخرج قرّر إبراز مواهب “الفوتوشوب” لديه، حيث حاول إخفائها بطريقة مضحكة. في حين كان الأجدى عدم وضعها خلال التّصوير أصلاً.

مشهدٌ ثانٍ اختفى من خلاله الكأس الذي كانت تشرب فيه الممثلة ريم خوري خلال رقصها في سهرتها داخل ملهى ليلي.يبدو أنّ المخرج يمتلك أيضاً موهبة السحر.

زد على ذلك أنّ سبب ترك “عامر”، الذي يؤدّي دوره الممثل إيلي الشالوحي، لابنته لم يكن منطقيّاً منذ بداية المسلسل بأنّه يقتصر على عدم تقبّل عائلته لوالدتها والمعاملة السيّىة التي مُني بها، ولم يُبرَّر ذلك لا مع تقدّم الحلقات ولا قبل انتهاء  دور الممثل.

ولنكن صريحين أكثر، فكل العثرات السّابقة بكفّة، وزيادة الممثلات النساء في الجزء الثالث بكفّة أخرى، ليجتمعن كلّهن على حبّ البطل “عاصي” الذي يؤدّي دوره جيسكار أبي نادر، خاصّة دور ساندرا رزق على أمل أن تكون تجربتها الأخيرة.

هل يُعقل أنّ الأفكار ما زالت تدور في نفس السياق؟ ألم يحِنْ الوقت كي نخرج من قوقعة أنّ أي إضافة للجنس اللطيف لمسلسل ستكون حكماً لعلاقة ستجمعها بالبطل؟

ثمّ أنّ كيف من المنطقي أن تُغرم صديقة زوجة أخ البطل فيه، بعد لقاء او اثنين بالأكثر وهي التي أمضت الجزأين السابقين تحذّر صديقتها منه؟

والجزء الأكثر إثارة، وبما أنّ الأحداث خرجت في الجزء الأخير عن سيطرة كاتبة العمل، ألم يكن من الأفضل إيجاد مخرج لهذه الصديقة بدل أن ينتهي دورها بمجرّد تعبير البطل لها عن عدم رغبته بوجودها في حياته؟

حتّى أنّها لم تُخبر صديقتها بما حصل معها، واختفت من العمل بسحر ساحر، ليشعر المشاهد نفسه أنّه أمام رشدي أباظة القرن الحادي والعشرين.

فكان بذلك البطلٌ عاصٍ على الغباء، كرّسَتْ  له الكاتبة كريستين بطرس مخيّلتها الواسعة من أجل زرع ذكاء العالم بأجمع فيه، لتغدو المبالغة سيّدة الموقف.

ثمّ أنّ نهاية المسلسل تُشبه روايات الألف ليلة وليلة التي جار عليها الزّمن، خاصّة مشهد النّهاية الذي يظهر البطل فيه وقد تقدّم به العمر، إلا أنّه مُني بنعمة انعدام التّجاعيد في وجهه!

بمعنى أوضح، فهو عمل تحكّمت فيه نسب المشاهدة، وطالما أنّه يحظى بنسبة عالية، تصبح ولادة أجزاء منه حق مشروع لصنّاعه، في قاعدة هي الأكثر سلبيّة.

ولو اختُزل العمل بجزئه الثّاني فقط لكنّا أمام عمل يترك بصمة في الدّراما الّلبنانيّة، لكن يبدو أنّ هوس “الرّايتينغ” أصبح يتغلّب على القيمة الفنيّة للمسلسلات.

فهل نحن أمام مرحلة جديدة ينتصر فيه خير “الرّايتينغ” على شرّ التّطويل والتّكرار المبالغ فيه ؟

مريانا سويدان

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

البيت الأبيض _ العراب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى